استدلال ام سلمة على عدم الخروج لمواجهة علي سلام الله عليه نقول لا نملك إلا البخوع والخضوع أمام هذا الوعي العميق والشامل الذي تجلى في جواب أم سلمة «رحمها الله» لطلحة والزبير. الذي أظهر أنها تملك قدراً كبيراً من العلم بالشريعة وآدابها، وأنها من أشد الناس التزاماً بها، ورعايةً لأحكامها، وأرسخهم إيماناً، وأصدقهم لساناً، وأطهرهم جناناً..
وقد تضمن جوابها استدلالاً دقيقاً وعميقاً على أن الإسلام يمنعهم من هذا التصرف ويدينه، فذكرت لهم أموراً أربعة هي التالية:
1 ـ أن الله لم يأمر النساء بالحرب والقتال، بل أمرهن بالقرار في بيوتهن.
2 ـ أنهن لسن من أولياء المقتول، فلا يجوز لهن العفو عن القاتل، ولا القصاص، ولا المصالحة على الدية. وإنما ذلك لولد عثمان. وهم موجودون، وبإمكانهم التصدي لهذا الأمر..
3 ـ لا يجوز قتال علي بن أبي طالب «عليه السلام»، وهو صاحب أعظم التضحيات في سبيل الدين، وأولى الناس بإمامة الأمة.
4 ـ كيف يجوز لهم في شريعة العدل والإنصاف، حجب نسائهم في البيوت، وإخراج نساء رسول الله «صلى الله عليه وآله» من الحجاز إلى العراق.
ثم إنها خصت عائشة بنهيها الشديد لها، وذكرتها بما سمعته ورأته هي من رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وذكرتها بل اية الكريمه (وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهليه الاولى)
وأكدت صحة ذلك بتذكيرها بإخبار النبي «صلى الله عليه وآله» لعائشة بأمر غيبي، حذرها فيه من الوقوع في هذه الحرب والمخالفة الظاهرة لله ولرسوله، حيث جعل لها علامة ذلك: أن تنبحها كلاب الحوأب. (وهذا ما حصل لها فعلاً)، فأوجب ذلك بعض التردد لدى عائشة، ثم غلبت عليها رغبتها الطاغية في قتال علي «عليه السلام». فخرجت وقاتلت، وكان النصر لأمير المؤمنين «عليه السلام»..لكن امير المؤمنين علي ارجعها الى بيتها اكراما لرسول الله مع اخيها محمد ابن ابو بكر الذي كان من اصحاب علي حيث قال الامام علي فيه محمد ابني من صلب ابوبكر