من المواقف العظيمة فى سماحة رسول الله وعفوه عن المسيئ ==ما جاء في حديث جابر ابن عبد الله ، أنه غزا مع النبي صلى الله عليه واله وسلم قِبَلَ نجد في وقت صائف ، فلما قفل قفلوا معه صلى الله عليه واله وسلم حتى إذا بلغوا مكانا أو واديا كثير الشجر والعضاه يعني شجر له ظل فتفرقوا يستظلون بظل الشجر، فذهب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تحت شجرة فنام ، فجاءه أعرابي وهو نائم فاخترق عليه سيفه ، استله ثم أصلته من غمده وشهَرَهُ فاستيقظ النبي صلى الله عليه واله وسلم ، فقال له الأعرابي يا محمد : من يمنعك مني ؟ فقال له النبي صلى الله عليه واله وسلم:" الله . ثلاثا ، فارتجفت يداه فسقط السيف فأخذه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ثم قال : " أنت الآن من يمنعك مني ؟ فقال : يا محمد كن خير آخذٍ ، يعني إن كنت أنا أسأت ، فكن أنت خير آخذ ، فعفى عنه صلى الله عليه واله وسلم ، ونادى أصحابه حتى اجتمعوا فقال : " إن هذا جاء وأنا نائم ، فاستل عليّ سيفي فاستيقظيت ، فإذا هو بيده صلتا فقال : من يمنعك مني ؟ فقلت :" الله ، ثلاثا ، فارتعشت يده أو قال فاضطربت ، فوقع السيف فقلت له :" من يمنعك مني ؟ فقال : كن خير آخذ . فخلاّه صلى الله عليه وسلم ،ولم يعاقبه .
فرجع إلى قومه فسئلوه عن هذا النبي صلى الله عليه واله وسلم لأنهم عرفوا مخرجه ، النبي مرّ بهم . فقال : والله لقد جئتكم من عند خير الناس ، والله لقد جئتكم من عند خير الناس ، وأخبرهم بقصته وما كان بعد ذلك يظاهر أحد على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .